مازلت أتذكر ،،



خرجت من غرفتي عمياء لا أرى ، خوف يعتريني ، مغيبة عن عالمي ..
أتلمس جدران الحياة ممسكة برأسي محاولة استيعاب ما أسمع،، استيعاب ما يحدث،، استيعاب ما يحاولون إيصاله إليّ من خبر ! محاولة إسقاط أصوات الصراخ التي تسكنني! ومازالت تسكن ذاكرتي !

مازلت أتذكر ..

حالات الرعب في كل لحظة ، في كل نبضة تخفت من نبضاتك ،، غير متنبئة بما سيحدث
أصواتهم التي لطالما أحاطتني ألماً ،، كادت أن تصيبني بالجنون ..

مازلت أتذكر..

جلوسي في  تلك الزاوية بـ سكون رهيب وهدوء يسكنه الرُعب الكامن ،، ينتظر مني أي صرخة
ينتظر مني أن أنفجر ،، ليرميني في دنيا ضياع الكيان والتوازن.. دنيا اللاوعي

مازلت أتذكر ..

حينما كنتِ تصرخين من شدة الألم ، تنظرينني بكل ضعف ، وكأن وجودي ولمسة يدي تبعث فيك الحياة والأمان ..
كأنك كنتِ تستمدين القوة والصبر مني أنا ،، لا بل لأجلي أنا ..

مازلت أتذكر ..

عيناكِ التي نُسِخَت منها عيناي ، دفئها وحنانها ،، نظراتك كانت لي ألف كلمة وألف إحساس
نظراتك تلك التي لطالما كادت أن تُفقدني توازني وقوتي المصطنعين أمامك !

مازلت أتذكر..

ابتساماتي الباهتة الباردة وكلمات التشجيع المُنمّقة ، وكأني أشعل ناراً تحت مطر غزير ..!
وما إن أبتعد عنك خطوات حتى أصل إلى أشد حالاتي انهياراً..

آه يا جدتي .. يا من كنت لي عبَق أُمْ .. يا من كنت مصدر قوتي وصبري .. كم اشتقك
كم تمنيت لو أنه كان بإمكاني حمل ذلك الألم عنك ،، تخفيف عبء ذلك االحمل عن كاحليك

أشتاقك

15/11/2013

Comments

Popular Posts