مشهد 4



خيم الليل وها أنا شاردة الذهن .. أفكاري تهيم في بحر تساؤلات خبيئة أيامي..

تداعب نسمات الهواء خصلات شعري الهاربة من بين رباطها..

" ألن تخلدي للنوم يا بنتي" أتتني أمي زائرة بتلك العبارة الحنون..

ما أحن قلبك أماه..

أستطيع أن أرى ومضات قلقها عليّ تتقد في عينيها،،

فلقد بت بعيدة كل البعد عن الراحة .. عشيقة لظلمات الليل..

" سأخلد فور شعوري بالنعاس أمي.. لا تقلقي أيام أرق ستزول قريبا.. ربما تعب دراسة .."

ابتسمت شفتاي لها بتلقائية .. لطالما فعلت ذلك غرض طمأنة فؤادها .. لكي تستطيع النوم بسلام ..

" حسنا تصبحين على خير.. " ..

استدارت ببضع خطوات تهم بتركي ثم قالت " لا تجعلي شيئا يأرق ابتسامة ملاكي.. "

مطلقةً تلك الابتسامة التي لطالما حثت مدامعي على البكاء ..

تلك الابتسامة التي أنطقت روحي بـ" آآه أماه..."

أعلم ما يدور بأذهانكم الآن ..

تتساءلون عن شدة الكآبة التي أنا بها..

تسألون عن تلك الفتاة المرحة التي كانت تسكنني ..

حسنا .. يجدر بي الآن أن أبدأ بملء تلك الجعبة من التساؤلات.. وعلامات الاستفهام ..

منذ ذالك اللقاء الثالث وأنا بت جليسة ليلي... لا بل جليسة كل لحظة تذكرني به..

دمعاتي .. هي الآن ذكرى استحداث خياله..

بت أراه في حلمي .. ليلا ونهارا

ما إن احلم به في منامي .. أستيقظ على حلمي به في لحظات أيامي..

أستذكر بريق ابتساماته ونظراته.. روعة كلماته وخطواته..

لا يلبث مشهد رحيله إلى بلد آخر! .. عالم آخر! .. يترك تفكيري للحظة..

وها أنا في كل ليلة أأنس ظلمة الليالي ببحر من التخيلات .. محاولة التواصل الروحي مع روحه..

تارة احلم بعودته.. وتارة أخرى أحلم بضيق يأسره..

فأستيقظ لأرى وسادتي بللها دمع منامي .. فلا تهنئ بجفافها إثر خيوط الشمس المتسللة من نافذتي..

حتى يعود ليبللها دمع اشتياقي له..

تخنقني تلك التنهيدات الهزيلة .. أكرها لعدم إراحتها لي

تخرج بتلقائية مدعية قدرتها على إراحتي.. لكن يا له من جسد ماكر

يسرق لحظات وجعي لكي يتخلص من كميات ثاني أكسيد الكربون الزائدة ..

لا عليكم..

سأذهب إلى سريري محاولة إخماد لهيب شوقي له..

داعية الله أن أراه في حلمي جليس سعادة..

فسعادة ذلك الغريب التي تعلقت روحي بروحه هي من سعادتي..

تصبحون على خير..

Comments

Popular Posts