مشهد 1 ..




"
لا أتذكر أنني نسيته مقفلاً ..المفتاح في جيبي ،، آوه يا الهي  !! "
 فقد كدت أن أنسى الطريق إلى بيتي بعد تلك الصدفة !لم استغرب
ها آنا أسرع في الدخول إلى غرفتي 
.. كي لا يلحظ عليّ احد شيئاً 
سارعت بإقفال الغرفة لأترك الحرية لتعابيري بأن ترتسم!
آوه !
ضحكت ،، ابتسمت ،، قفزت 
 واشتقت أيضاً! 
استلقيت على سريري لأسترجع ذلك المشهد الذي أرغب بتكراره طوال حياتي..
كنت قد خرجت من البيت لزيارة صديقتي،، 
وتضايقت وقتها لأني لم أجد سيارة تقلني،،
"آوووف ! ،، ما هذا الحظ ! ،، سوف أذهب لبيتها مشياً ، !ربآه  "
زمجرت بتلك الكلمات معبرة عن استيائي !
لم أعلم ما كان ينتظرني.. 
بدأت السير
 ، وبعد مسافة قصيرة بدأت تمطر
" ما هذا! ، لم يكن ينقصني سوى أن أتبلل  "
أسرعت لأستظل بإحدى المظلات الخاصة بالمحلات التجارية ..
كان الجو بارداً جداً ، وبدأت أجعل يداي تلتطمان ببعضهما لأتدفأ ،،
أنفاسي الحارة كانت تخرج كالدخان أمامي ، كنت شبه متجمدة وقتها !
أخذت أجول بنظري في المكان ، أبعثر نظراتي على الشارع ،
!..المحلات
 ،  الناس وهم يتسابقون للاختباء من المطر
لكنني بصدق كنت سعيدة بالنظر إلى المطر وهو يغسل كل شيء 
كان الجو رائعاً ، الليل بدأ يخيم 
، وكانت هناك بعض الألحان تسترق التسرب لمسامعي من أحد الإذاعات بإحدى المحلات ..
الجو كان شاعرياً جداً! 
، نسيت أن أخبركم أنني أعشق هذه الأجواء
أنا آسف يا آنسة لم أقصد أن أصطدم بك" 
" ، سامحيني أرجوك ، ما خطبك ؟ هل تأذيت
قالها لي شاب بعد أن اصطدم بي من سرعته!
 ورماني إثر ذلك أرضاً! 
كنت غاضبة وأهم بالنهوض،  
انفضّ ثيابي مما تشبّث بها.. 
بعد أن انتهيت رفعت رأسي لأرى من هو قليل الذوق هذا! 
رأيـتـه! 
التقت عيني بعينه! 
برغم  أن الإضاءة كانت خافته!
 ، استطعت أن أركز بصري لأرى عينان سوداوان شديدتا اللمعان 
كدت أتخيل أن بريقهما يضيء لي المكان بأسره! 
لا أخفي عليكم! ،، لقد سبحت في بحر عينيه
كان طويلاً بعينيّ! ،، حيث أنه حجب عني ما كان يستتر وراءه
سكتُّ محدقة لبرهة..!
لكن ما خطبي؟!  
يجب أن أرد على ما قاله ، لكنني لازلت في غيبوبتي  ،، 
صدقوني ارتبكت 
 " لم يحــ.صل شيء على كل حال، لا..لا مشـ. كلة "
قلت متلعثمة
 فبمجرد أن قلتها دقت حصون وجهه وبانت مساحة بيضاء،
 كأنه كان ينتظر مني تلك الكلمات بشوق ليطمئن علي ،،
رائعة هي..! 
كأنه يعبر لي عن رضــاه وارتياحه ،،  ،، سعادته بأنني لم أصب بأي مكروه 
كان يستعد لأن يقلع !
، أصدقكم القول أنني أحس به طائراً !
ألقى علي نظرة أخيرة  ، وأدار وجهه
،، لربما هي نظرة استكشافيه 
لم أرد لـه أن يحلق مبتعداً عني
 ! انتظر ، لا تذهب أرجوك ،، بت أخاطب روحه الآن 
بت أردد وأردد : لا تذهب ، لا تذهب يا ..
يا ماذا؟! 
إنني حتى لا أعرف اسمه.. 
لكن ما بالي أحسه يملأني ولم أعرفه سوى من برهة!
غريبة أنا ، ،لا بل الأغرب ما يدكّ حصون قلبي الآن بجيوش جاذبيته 
أردته أن يتوقف،، 
أن ينظر إلي،، 
بدأت أدعو أن يحدث شيء يرغمه على الوقوف 
لكنه بدأ يبتعد،، 
وأنا يئست من محاولات الاتصال الروحية بيني وبين طيف روحـه!
استدرت لأستعد للذهاب أنا أيضاً.. 
مشيت خطوة..
 لا بل خطوتين لأكون صادقة! 
لكن ، قلت لنفسي: 
 "لا ريب بأن ألقي نظرة أخيرة خلفي" 
فقط أخيرة! 
استدرت لأجده مسنداً نفسه إلى عامود كهرباء على مقدمة الشارع
 ينظر إليَّ مبتسماً
أعصابي ارتخت بطريقة عجيبة وقتها! ،، ووجدت عضلات وجهي ترسم له ابتسامة تلقائية كرد عفوي 
بدأت أعيننا تحلق في المكان! 
كأننا نشكره لأنه جمعنا ، ونَـعِدَهُ أيضاً بأن نلتقي من جديد 
نعم نَـعِـدُه! 
بـعـد أن ارتاحت أرواحنا وأَقسمت على أن تجمعنا ثانية 
استدار كل منا ليكمل طريقه بأريحيه.. 
كأننا نحن الاثنان قد وجدنا شيئا ما فقدناه في ما مضى 
استدار هو يمينا..
 ، ونظراته جعلت ترافقني طريقي يسارا
وعدت إلى المنزل ..
 لكن صديقتي لم أزرها! 
 هاهاها..جعلت اضحك على نفسي
ها أنا أضحك أيضا وأنا أكرر تذكر ما حصل،،
أداعب شعري وأنا مستلقية على سريري..
لكن عذراً،، 
أريد أن أغمض عيناي وأتذكر مجدداً
 ..

Comments

Popular Posts