كم مرّة علينا أن نفنى؟

تنتابني مشاعر حيرة مُغتَرِب.
مشاعر شخص يقوم بتجربة علمية او لا أدري إجتماعية ربما..
يجلس في منتصف مكعب مصنوع من مرايا عاجزة عن عكس ما بخارجها من صوت وصورة
أنهكَ روحَهُ ركضاً ولهثاً  في عالمٍ مزدحِم..
وسط شوارع مكتظة بعوالم مئات المّارين،
لا شيء يُجبِره على الصّراع ولا الحراك .. معزولاً كل العزل
ثابت حدّ التحَجّر، حد الملَل .. يستهلك نفسه في التأمل والانتظار
لا يواسيه سوى أربعة زوايا وتنفسه البطيء
...

مغتربة عن عالمي .. تماما كفأر التجارب البشري ذاك
خطواتي على قدر الحاجة، نظراتي، تحركاتي، حتى عدد أحرف كلماتي ..
كلها محسوبة .. وكل شيء آخر يفوتني
مع ذلك لم يحدث أن ندمت على ما فوّته بثباتي هذا.. إلّا أني أندم على ما استهلكت نفسي فيه.
لم يكن العالم المتسارع المتوافد بالخارج ليعنيني،
هو فقط يدهشني ، يدهشني حد الثمالة ضحكاً
أضحوكة تسليني في فترات تأملي بما يدور حوله هذا العالم
...

لا أدري أشاخت روحي باكراً أم أن شغفي ذبُل وانتهت كل معانيَ الرّغبة فيني..
كي أصحو بعمر كهل ما عاد يملؤهُ سوى ذكريات زمن فائت؟
زمن انتمى إليهِ ولم يعشه !
هل يشرع الزوال أبوابه لي كي أسْتَجِد؟
وكم مرّة علينا أن نفنى قبل أن نكون؟

...~

Comments

  1. صدفة غريبة وجدت مدونتك ظاهرة عندي، كتاباتك رائعة ولي عودة
    اتمنى لك التوفيق
    Your old friend xerox :)

    ReplyDelete
    Replies
    1. ولك ايضاً ! أتمنى الحياة عاملتك برفق وعدل

      Delete
  2. Twitter @drdeist i may not log in here again

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular Posts