صمتيَ الصاخب ،،

عندما أمعن النظر في سجل حياتي ، وكل ما يتضمّنه من عثرات، هفوات وخسارات..

وبعد أخذ الاعتبار فيما سبقها من مسببات.. اكتشف أن الشق الأكبر الملازم لشخصيتي هو الصمت

كان ومازال أشد عناصري فتكاً.

صمتي ليس باعتياديّ، فبالوقت الذي يعرّف به الجميع الصمت بـ شح الكلمات وتصحر التعبير..

صمتي يتّسم بكثر الابتسام والحماس لكل أمر طفولي ..

هو التواءم مع صخب كل ما يحيط بي والصمت عن كل ما يجزِئُني ويتلبّس كياني

هو سلاحي الثقيل القاتل .. أعذّب فيه نفسي وأجرّدها من كل ما يلامس أوتارها

أواجه الحياة بهكذا صمت.. " صخب ملغّم "

في الحقيقة صمتي تسرب وتوحش حتى احتل كل مساحات صوتي

صمتٌ يجيد التنكر أمام العامّة .. والتجرّد الكامل أوقات عزلتي

يتنكر بصخب.. لكن لو أمعن أحدهم النظر إلى ما وراء أبعاده  لتجلّت حقيقة زيْفه

لكن ما من أحد يُتعِب ناظريْه فيما وراء إطار الأحاديث والمواقف.

لصمتي هذاجلالة وقدسية؛ هو وجه من وجوه تضحياتي وزهدي .. "الصمت الموت"

أن تختصر عمراً بإيماءة وابتسامة، فتلك مشقة لا يقوى عليها سوى من احترف الصبر واتّخذه مِنهاجاً

روح احترقت من توالي الخسارات حتى تساوت عندها النيران والجِنان.

أعرف يقيناً أن صمتي هو أحد الجُناة الضالعين في هزيمتي .. لكني أبجّله

كان وما زال .. " الجاني الحامي"

أقدره لأن به حاربت الندم وحاولت ومازلت أحاول محو أشهَر عباراته ..

( يمكن.. لو أني.. احتمال.. ماذا لو.. ) !

لطالما بغضت تلك عبارات وقابلتها بصمتي العنيد

صمتي هذا علّمني كيف يكون التغاضي سلوك شرس بقناع مُسالم مبتهج

كيف تتزاحم ردود الأفعال الخرساء دون أن تنفجر

.. يعطيني فرصة أو لنقل مهلة استعداد لتنفس أخير قبل السقوط

فبعض المواجهات خناجر موت لا عودة للروح فيها

-         صمتي لا تسيء فهم فضفضتي هذه.. فلولا تواجدك لما عرفت الصبر

-         وإلى كل الساكنين خلف صمتي وشح سؤالي .. سامحوني واسألوا أرواحكم عني كما أسأل روحي عنكم