‘In Your Eyes’ ، يروي هذا الفيلم قصة (ربيكا بورتر) زوجة مهملة ووحيدة، جميع تحركاتها وقراراتها يتخذها زوجها.. تجمع بينها وبين (ديلن كيرشاو)، شاب يعيش في ولاية أخرى، رابطة حسية غريبة. الأحداث أخذت تتسارع بعد اكتشافهما هذه الرابطة الغريبة، حيث أن كلاهما يشعر بأحاسيس الآخر وكلاهما رغم بعد المسافات يستطيع سماع الآخر إذا تكلم وكأنه صوت الضمير داخل العقل. والأغرب من هذا كله، أن كلاهما يستطيع رؤية محيط الآخر إذا ما أمعن النظر فيما أبعد من محيطه الحقيقي.
شيء ما في هذا الفلم وأحداثه جذبني ، بخلاف بساطة هذا العمل السينيمائي وبخلاف براعة التمثيل وبساطته بنفس الوقت ..
فكرة القصة.. الفكرة وليست القصة، هي ما شدني بالذات.

أن تعيش متخبط في كل طريق، في كل قرار ، وفي كل محادثة تريد أن تقوم بها. تتعثر دون أن تدرك  أنك مُتعثر وتحاول جاهداً إخفاء الشعور بأنك لست على ما يرام. تبحث عن أعذار فرعية لحالتك وتنكر أن العيب في سيرك على حطامك، وتبرر تصرفات من حولك بأنها لصالحك .. بأنك انت الخطأ وهم الصواب.
ثم فجأة يأتيك من حيث لا تعلم، شيء ما أشبه بالخيال ، كما لو أنها "أسطورة"  تتحقق !
حدث أو ربما فكرة ، شيء تحتار في تسمية ماهيته، لكنها بالتأكيد صدمة .. المهم أنهاإشارة مضيئة تُبعد الغشاوة التي أظلمت حياتك
إشارة تخبرك بأنك حُر ، بأنك لست بمجنون أو متوهم ... بأن من حولك كانوا على خطأ.. بأن لك ذاتك وأفكارك ، والأهم من ذلك، أن لك ميزتك الخاصة.

ميزة تحررك من الذنب ، تجعلك تبتسم للوجود من جديد وتطلب من الماضي الغفران ..تشعر على الرغم من إجهاد الطريق وحيرته بأن روحك تتطهّر وتعلو إلى عوالم خيالاتك المثالية لتسكُن هناك للأبد.

وهذا ما حدث معي، ارتطم رأسي بحدث غيّر جميع إحداثيات فكري وتطلعاتي ..  فتنبهت لكل شيء من حولي .. وكأن السّتار الفاصل بيني وبين ما يدور من حولي قد انسدل، لا بل اختفى وتبدد. كم من الأخطاء ارتكبت ؟! وكم تبقى من العمر ليغفر لي الماضي ؟! أزن كفتي ميزان عمري المتبقي لأصحو وأتيقن أن ما تبقى هو أثمن من أن أضيّعه في تردد أو خوف !

تعتريني الكثير من المخاوف ..
خوف من أن أضل الطريق أو أن أصل إلى نهاياتٍ مسدودة ..
أخاف من أن تخذلني الخطوات أو أن تعيدني إلى الخلف ..
أو أن أخطأ الأوكسجين بثاني أكسيد الكربون ، أتحول إلى مدخنة وأختنق.. قبل أن أتنفس .
أخاف أن يضيع الرجاء من كثرة العقبات؛
لكن أكثر ما أخافه هو الاستسلام ، ولهذا سأتابع السير وخطو الخطوات إلى الأمام فقط ..

تماماً مثل ربيكا وديلن ..
سأنجو..
سأصل! 






Comments

Popular Posts