لعنة الاعتياد


**ورغم كل محاولات الانكار مني، أجدني آخر الليل أميل للاعْتراف**

غبت عن الحياة فجأة..
هذا ليس بالخبر المهم،
المهم أني عدت لأجد أني تأخرت عن الساعة الثانية عشر!
فاتتني دقات عقارب الساعة معلنة عن حلول ما بعد منتصف الليل..

لكن أتعلمون ما لم يفوتني؟ .. الكوارث
لم تعبرني الكوارث يوماً.. مخلصة لي بحد مبالغ فيه بعض الشيء
تنتظرني عند كل منعطف.. بجوار سريري .. تحت الكرسي
فوق طاولة الطعام.. أمام مرآتي المهملة .. على الأريكة
في كل مكان أجدها تنتظر..

أرقُبها بنصف إفاقة متفحصّة دائرة الهواء من حولي ..
أنتقي بضع ذرات أوكسجين تعيد إنعاشي
ولا أجدها ..!
أزحف مستجمعة كل ما استطيع من قوى لأبتلع أي شيء
ولا أفلح في ابتلاع شيء غير الخواء..
والخرس المريض،

الغرفة بجدرانها، بأثاثها، ونوافذها .. تدور وتدور
أحاول الاقتراب من إحدى النوافذ  متفحصة السماء
أبحث عن القمر، والقمر غائب !
غيابه يرعبني ..
فغيابه لا يعني سوى غيابي
أنظر الأرض التي ارتميت في أحضانها.. وإذ بها لا تشبه أرضي

في ظلمة كهذه .. أجدني أتحسّس طريقي كعمياء
أتحسس بحذر الطريق القصير الواصل بيني وبين استمراريتي في الحياة
لا أريدها ..
لا أريد هكذا حياة
ألعن الظروف وأحتقر الاعتياد
صدقوني لا شيء أسوء من الاعتياد !

اعتدت التحسّس في الظلام واللجوء إلى منعطفات الطرق

وليتني لم أعتدها من حياة





Comments

Popular Posts