أمي ..
أصبحت فتاتك الأولى بعمرك الذي أنجبتها به .. بل يزيد عنه، ولم أتعلم
لم أفلح في شيء أكثر من عض شفاه الندم على زياراتي المتعددة للخطأ ..

هل أنا مجرد آله تكرار يا أمي ..؟
لأني أقسم  بوجود خلل ميكانيكي في صميم أفكاري وردود أفعالي ..
عقلي وكياني مثقلُ لدرجة أنه لم يعد الكلام ولا النصح يجدي فيه !
إن لم أكن كذلك أمي ..
إذاً ما كل هذه الطيور المعشعشة في أحشائي..؟
لما كل هذه الحجارة المعرقلة  لمجرى تنفسي؟
ما سبب عيوني الذابلة وشرودي الدائم ..؟
لم أهرب ؟
لم اتعثر بحديث كل غريب غير مألوف..؟
لم لا أعتاد غير المعتاد ؟!

لا أمل فيّ ولا نفع في انتظاري لك ولأحاديثك الأمومية ..
فقد لا أحظى بذلك أبدا..

أمي.. لعل سخطي الدائم هذاما هو إلا محاولة بائسة منّي كي أصَدِّق..
أصدِّق أني حاولت  ألا أجرح ألا أفعل إلاما يمليه عليّ ضميري
حاولت ألا أقع تحت تأثير العاطفة والاندفاع وراء الأحاسيس غير المبررة

لكن ما أدراك أمي بكل البشر الذين أهدوني باقات من العتب،
 وكروت معايدة موقعة ببصمات أصابع اتهام لا تشير إلا باتجاهي
نمت غابات من بذورٍ نثروها وسط لجة الكلام !
أتوه فيها أمّاه، أعجز عن فهمها..
 أتوه وسط هذه اللجة،

 أمي ..إبنتك الكبرى معضلة قائمة بحد ذاتها،
صغيرة أبت أن تكبر،

ثم اختارت ألا تتعلم..


Comments

  1. تلك المعضلة وحيرتها وتعثرها سر جمالها , ايتها المعضلة الرائعة كشعاع الشمس ينشر الطهر والوضوح . انشري كلماتك التائهه بالنقاء والطهر لتسبح الحياة نحو الخير والنقاء.

    ReplyDelete
  2. كلي امتنان لروعه كلامك والأروع هو مرورك :)

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular Posts