مشهد 13


من باب "أن كفى بقلبي إيلاما " وإشفاقاً مني عليه .. سأتكلم
سأخبركم بما يجول في سحابة أفكاري ومخبأ أسراري ..
لكن ليكن لبوحي طابع الغموض والإثارة  والأسرد لكم حكاية (القهوة المميتة)
ما لا تعلمونه هو أني لا أجازف أبداً بزعزعة استقرار علاقتي مع القهوة ..
تلك القهوة التي تُذْكر في يوميات كلّ عاشق ولهان ،
تلك القهوة التي لا أجرؤ على أن أحتسيها صباحاً من يد أيّ أحد !
فأسرار خلطتها وسر مفعولها عندي أنا فقط ! وإلا انتزع مزاج اليوم بطوله،
حتى لو كلفني ذلك الدخول في مواقف محرجة كـ
( ابتسامة أمي الفرحة بانتصارها بشرف تحضير قهوتي الصباحية قبل استيقاظي  ... )
آه من أمي ومحاولاتها الدائمة لإسعادي ..
..
لكن هناك من اغتصب هذه المكانه العالية لكوب قهوتي الخاص 
 عُنوة وبلحظة ضعف واستكنان ..
وبدون أي مقدمات ..
كان مساء يوما ماطر، حين أعدّ أحدهم لي كوب قهوة من نوع آخر،
كوبكَ يا أنت فعل بي الأفاعيل، وكأن به شيء مسحور ..أو مُعدٌّ بتعويذة ما ..
كوبكَ أوصلني لحالتي الرّثة المتهالكة !
فقد أدمنته !
وأدمنتُ مَن كان يُّعدّه ..
ومنذ اختفاء صانع تلك القهوة ..
ومموّل تلك البضاعة المشبوهة المُخدِّرة..
 والصداع يُلازمني ،
 لكن أظن أن زمن زواله قد اقترب ..
وتأثير تلك التعويذة شارف على الانتهاء
فهذا الصباح.. استيقظت من أول نومة تجريبية َقَطَعتُ بها استمرارية أرق لَعين
آممم.. يالا اللّذة ! 
وأخيراً بدأت روحي بإعادة تأسيس ما دُمِّر منها
فتلك القهوة التي أحدِّثُكم عنها.. هي قهوتي المميتة !
...

 كنت قد فتحت شاشة حاسوبي لأبدأ بكتابة سيل من الكلمات الحادة ..
لكن لغرض عدم الدخول في متاهات والخروج من إحساس إلى إحساس
أحببت لو أن أصيغ ما يترجمني بقصة قصيرةككقصة قهوتي تلك ..
وقصتي هي هوْ ..

وباللغة المصرية العامية " دا أنا رحتبِشُربة كافيين يا جِدعان ! "

ما هذا ؟! أسردتُ أولى نكاتيَ للتوْ ؟!
آآه وأخيراً بدأتُ أعودُ لـ أنا السابقة ،،
بدأتُ أستعيد حِسيّ الفُكاهيّ وَأَخرُجُ من دوامة أحاسيسيَ الضبابية ..

حمداّ لك يا الله !

لكن مّهلاً ..
اليوم هو موعدي مع "سارة " ...
سارة شقيقتهُ، أتذكُرونها ؟
هل عقليَ بدأ بحَبْكْ مؤامراتِه ضدي من جديد ؟!
هل أستقبلُ بشائرَ خروجي من حالتي المشؤومة تلك..
 لأني تخلّصت من إدماني له ولقهوتِه المميتة تلك ؟!
أم أني ببساطة فَرِحة بفكرة ذهابي إلى منزلهما عصر هذا اليوم؟!
....
... يا تُرى ، هل سأراه ؟ ..
.. أهوَ من خَطّطَ لزيارتي هذه ؟ ..
.. أهوَ من جاء بفكرة إعطائي الدروس الخصوصية في مادة الأحياء لِـ سارة ؟! ..
....
مهلاً .. مهلاً .. مهلاً !
من أين تدفق سيل التساؤلات الغبية هذه ؟ ومابي متحمّسة هكذا كالبلهاء ؟!
.....
.........
آآآآآآآآآآآآه .. تباَ لكَ عقلي وتباً لكِ أفكاري !
كيف لكِ "رنالدا " الوقوع في الفخ للمرة الألف ؟!
سأموت غيظاً من سذاجتُك !
أوووف !
.....

رِفاق ..أظنُّني والله أعلم، لم أتخلص من تلك التعويذة الماكرة..
أيَعلَمُ أحدكم بمركز تأهيلٍ شُعوريّ، جيّد الخدمة وقليل التَّكلُفة ؟؟
قد أحتاج زيارته في القريب العاجل !

أما الآن فعليّ تجهيز نفسي لعلي أحظى بجرعة جديدة...

من.. " قهوتي المميتة "

مواهاهاها 

أحدِّثُكم بتفاصيل الزّيارة قريباً ..

;)


Comments

Popular Posts