صباحك جميل أين كنتِ ..

صباحك جميل يا من افتقده ..

من  موقف محطة المشتاقين .. مرحباً

>>> 

صباحكِ مشرق  أيتها المدينة التي احتضنته

>>> 

لقد مرّ زمن طويل جداً على بعادك ..

والحال أنني لليالي كثيرة قد قاسمت همومي مع ظلال شكلتها بيدي ..

على الحائط المسند إليه سريري ،

مع من اشتقتُ إليهم

>>> 

كنت أنادي عبر  تلك الجدران .. أخاطب الشخص نفسه بآلاف الجمل

وأنا على دراية بأنه لن يسمعني أبداً

>>> 

هناك،

في مكان ما أعلمه  ..

على حالٍ أجهله.. أجزائي الضائعة

اشتاق إليها كثيراً ..

>>> 

منذ أن ذهبتِ ..

أمْ منذ أنْ ذهبتُ أنا ..

حياتي ناقصة، بلا معنى

هي لا تعلم بذلك ،،

 لا لا تعلمين ..

>>>

عندما ابتعدتِ ، لم استطع أن أكون كاملة ..

لم أستطع التحليق يوماً.. كطائرة ورقية تقطّعت خيوطها

عبثاً تحلق ..

رواية قد مزقت آخر صفحاتها ..

غرامافون قد ضاعت إبرتها ..

ظلٌ بلا جسد..

بقيت ناقصة مثل جملة أضاعت تشكيلها ..

أكتب كل ناقص ..

أقرأ كل الأنصاف..

 أشكو وأشكو بلا صاحب..

>>>

ومع أني تقبلت الأمر منذ زمن ..

لكن كل سعادة أعيشها ناقصة ألف مرة ..

وكل حزن يزيد ألف مرة ..

 أقول لا يهم ..

لأعيش ما أعيش

لكن سيستمر حدادي على تلك الصفحة التي مزِّقت ..

هل تعلمين يا من أحببتها سِراً لزمن ليس ببعيد ؟

لم أستطع نسيانك للحظة ..

لم أستطع أن أُدر ظهري وأذهب مبتعدة

مازلت في المكان الذي تركتني فيه ..

مازلت نفس الطفلة ..

بنفس القلب الصغير،

أنتظر دخولك من الباب في أية لحظة ..

لم أستطع أن أُميت ذكراك

ليتك كنت تسمعين ..

لطلبت منك طلب وحيد

عودي ولو للحظة

...

صباحك جميل أمي 

صباحك جميل أين كنتِ  

...