،،


تضاءلت الوجوه التي كانت من متأملي نحيبي وشكواي ،
خفت تلك الألسن التي كانت تثري أفكاري بكل ما أقترفه من خطأ أو صواب ،
خفت تردداتها لدرجة أني أكاد أخالها توقفت عن الحديث تماماً ،
والواضح لي أني أتحول لكيان يثري كدره بنفسه ،
يواسي ، يماشي ، يعاتب نفسه بنفسه ،
نعم حدث الكثير من التغيّر الذي أجهل أسبابه ..
أجهل كل معالمه حقيقةً ! لكني أجده إيجابيّ مريح ،
حتى وإن كان هذا يعني استبدالي قلب لين بجماد لا يشعر إلا بفعل فاعل ،،
،،
أو لربما هذه الأيام على الأقل ..
أتأمل ملامح تعليقاتي ولج أفعالي ، فأراها متصلبة
تماماً كلوح من الثلج أبى أن تذيبه حرارة الجسد
،،
يسألوني عن صمتي ، فأجيبهم بصمت آخر
ولا يعجبهم ذلك ؟!
عجباً ! أما كان هذا ما تتمنونه سريرة  ؟
أما كنتم ترفعون أيديكم إلا السماء طالبين صمتي عما يحدث ..؟
لا يهمني تناقدكم ، لكني أرى صمتي هذا أهون عليّ من حديث أبْكم ..
وسؤالكم هذا ما هو إلا مسألة  " رفع عتب "
،،
أصبحت فاقدة للمتعة بشكل فظيع ،
معطلة تماماً عن تمثيل دور الابتهاج ،
لكن بعضهم لن يفهم صمتي هذا أبداً ..
يخالونني أختار الرحيل ، أو يخالونني اتخذت الايثار بأفكاري مبدأً ..
أصدقكم القول .. أني هي َ ،
مازلت أنا ،
فقط اتركوا لي فسحة صمت .. اتركوني في حيز التفكير
بوحي لكم  وتفكيري معكم بطريقة متقطعة ميؤوس منها الفهم ..
لم يجديني نفعاً ..!
بل زاد من حيرة ما بي ،
أثقل أوجاعي ، لمعرفتي أن ما من أحد قادر على فهمها
دعوني أختلي بالصمت فراغاً ..
فما بي من قلة حيلة سوى أن أعادلها بتأمّل فرج ،
،،
صنّفت نفسي هذه الأيام من أولئك المتعثري الحظ ، فاقدي سبل السّلام الداخلي
ضوضاء صاخبة تتخلل أفكاري ، أُسكتها بالصّمت غير آبهة بمشروعية القبول أو الرفض
فحزني هذه المرة لم يكن منكسرا
بل مشوهاً ..
لأجد نفسي غارقة في لا شيء غير الصمت ـ حتى التفكير اعتزلته
ويوماً ما سيقرأ الجميع هذا الشتات وسيعذروني ،
،،


Comments

Popular Posts