،، رحلات فشلي


الحديث عن رحلات الفشل قد يطول لساعات وساعات دون الانتهاء من سرد بداياته ، وكأنه سلسلة قصص اجاثا كريستي
قد تبدوا معدودة لكن ما إن تنتهي من إحداها حتى تكتشف أنك لم تقرأ أُخرى ..
لكن مع ذلك نستمر في القراءة ..
ومحاولتي تجاهل ما كان يجاهر به الجميع من أكاذيب وأقوال صممت أذنيّ عنها ، كانت أولى رحلات فشلي
فشلت في ذلك وفشلت في أن أسرد ما لدي من مطالب بلا مطبّات لفظية ونظرات مافوق احتقارية ..
وكالعادة وتِباعاً لكل افتتاحية كبيرة .. تأتي بعدها الفرص على طبق من ذهب
وبدأت رحلتي مع الفشل أخذ منحنيات متعددة ..
فشلت في أن أسرق اهتمام القارىء _ وهنا أقصد من هم حولي من متصيدي العثرات وذلات الأفعال _
فشلت في أن أقرأ فقط ، دون التأثر بالمشاهد والاستعارات المكنية..
فشلت في اعتباري أن البوح خطيّاً هو العقار الشافي لحُمى ترقب الراحة ..
فشلت وبقوة في التمييز ما بين حالك السواد وناصع البياض بسبب تأملي خيراً _ ولا أنفي أهمية ذلك طبعاً_
لكن لكل شيء مقادير يجب مراعاتها لكي لا نصاب بالغباء والبله ..!
فشلت في رسم صورة البنت المثالية المراعية لكل ما يدور من حولها ، لكل من يشغل حيز تفكيرها !
فما كان لي إلا أن ألعب دور لوحة داخل إطار ، لا يجوب بها راسمها العالم ،،
فشلت في الاستمرارية بدور الابنة البارة الحسنة الصورة أمام والدها !
فشلت في أن أقيم حقوق من تكبدت عناء إنجابي ،
فشلت في قبول سنة اكمال نصف الروحي – فكرة الارتباط – ، لعدم تأملي من كونها أبدية ،
فشلت في تنقية كل ما يعلق بشبكة رؤيتي للأمور فانتقي الحسن منها  عوضاً عن المشبوه
فشلت في اتقان أساليب عدم التعلّق الزائد بمن أحب وما أحب ،
وهكذا إلى يومي هذا ، تتعمق دائرة فشلي في التأني وحسن الانتظار ..
حتى صارت الاندفاعية إحدى علاماتي الفارقة في كل تعامل !
لما أجهل طرق اتخاذ الاتزان الفطري كمنهج ؟
فالكره عندي أسود من الليل ، ما إن حل / نفذت محاولاتي في التبرير والتجميل ..
أما النسيان فتجربتي معه مريرة ، يأبى الخضوع لمطالبي هو الآخر ..
وها أنا أفشل في استنتاج المعادلة الصحيحة عند تقييمي للظروف الراهنة ..
ومع ذلك أستمر في الفشل وفيني أمل في النجاح مرة من بين ألف ..

فالفشل وإن ساء استخدامه إلا أنه ضرورة صحية كفيلة بإيصالي لمكان ما أرنو الوصول إليه ..

،،،

Comments

Popular Posts