أحلام طفولتي.. كوني أجمل مما أتخيل

وحدي أجتاح فراغ أرصفة الطرقات، في زحمة أرواح عمياء، وعلى ترانيم ضجيج همسات صامتة 
أتلمس ذرات هواء،  تائهة خلف حدود ما هو ليس بموجود،، على أمل إيجاد أحلام طفولتي !
يالـ هذه الأماكن المشحونة بطاقاتٍ سوداء .. طاقات تذكرني بتلك التي كانت تشحن زوايا ذاكرتي .. 
كأنما كنت داخل ما هو أكثر من حلم ، تدور أحداثه حول غيابي عن وعي الحياة وما يدور فيها !
داخل مجال مغناطيسي  يحملني بشكل عكسي نحو الفضاء، فضاء وحده قادراً على تحمل صُراخي الكامن داخلي !

أنا الآن .. قابعة في محطة انتقال الأرواح،،  لعلني ألمح روح طفلتي التي تسكن خيالاتي ،،
أتآكل ببردٍ  يمزق أطرافي، مُتجمدة بينما يتخلّلُني الإحباط مع كل ثغرة أمل ،،
مُتصلبة المشاعر، بلا إحساس ، بلا كيان ، بلا روح !
لا أكاد أشعرني ، ما هو هذا المسمّى بالشعور أصلاً ؟
إذ لا أملك القلب والروح !

ياوحدتي ،، 
أتممتني تسع أشهر ، ألم يحن الوقت لتلديني!
ألم تنتابك الآم المخاض ألم تشعري بانتزاع الروح ،،  أرجوك انتزعيني ،
ضعيني ، أخرجيني من رحم الذكريات المُتراكمة، من رحم تلك الأماكن التي لا يسكنها سوى ظلمات فوق ظلمات! 
دعيني أكون أنا طفلتي الضائعة، دعيني أعيشني من جديد ، أجدني بعد فقدان  الذاكرة، 
لأصبح طفلة أيلول .. طفله الثالث والعشرون !
ألا ترين الضوء الذي يتبع خطواتي، ألا ترين تلك الوجوه التي تتمنى رؤية ابتساماتي ،،
ياتُرى أهو حب أمي لي؟ أم هو فيض دَعَواتي؟
أمعقول أنهم مازالوا يتذكرون وجودي ؟ أمعقول أنهم مازالوا ينتظرون عودتي ؟

دعيني أرى النور .. أتلمس ملامحي , فقط لبرهة !
دعي الشمس تلين ما جمد مني , فقط لبرهة !
دعيني أرتوي ماء الحياة ، دعي كل ما فيني يتنفس ، لأكثر من برهة!

لأكثر من زمن ،، أكثر من حياة ،،

يا الله .. اجعل يوم ولادتي من جديد أقرب مما أتوقع ،،
اجعله أجمل مما أتخيل ،،