مشهد 10


جميلٌ أنْ تقعَ في حبِ شَخص لا يراهُ إلّا أَنت ..  
لا يَشعرُ بنبَضاتِه إلّا قلبُك أَنت ..

 لا يَرى روعة جمَالِه وبَريق عَيْناهُ إلّا أَنت .. 
شخصٌ واحد فقَطْ ..

 مَخفيٌّ عنِ العالم ، لا يَسْتوطِنُ إلّا عالمكَ أنت .. 
لِيكونَ وَطنك ومَلجأك .. غِطاءك ومخبأك ..

هوَ ذلك الكَيان الذي ..
تَحتاجُه ، تجِدُه 
تخافُ ، تجِدُه
تَبكي ، تَشْتاق ،تَتألّم ، تَفرح ..

تجِدُه، تجِدُه، تجِدُه !
أَمامَكَ تَجِده ..
مَوجودٌ دائماً لا يَختفي ، لا يَغيب ، لا يَبتعد

أبداً لا يَغترب
لا يَجعل للشَّوق خُيوط وِصالٍ بَينك وبَينه..

روحٌ ، تُسميها روحَك

قلبٌ ، تُناديه قلبَك
والأَجملُ أَنّ كُل ما قيل للتّو ..يُناديكَ بِه بمُجرّد نُطْقهِ لـ اسمك


نَعمْ !  يا لَه مِن كَلامٍ لامعٍ خارِق ، يَستَطيبُه العاشقون مِنكم
يتَنغَّم بِه الحالمون مِنكم ..
أولئِك الّذين أنْتَمي إِليْهم ..
أولئِك اّلذين قَد أتَزعَّمُ حَركَتهُم يَوماً ..!

فَنحنُ الحالمون أو لِنقول نحنُ زاعِمي العِشْقَ ..
نحنُ ممّن يَتجَرّعُ الدّواء قبلَ معرِفة أعْراضَه الجانِبية ..
نُبْحِرُ السُّفنَ قَبلَ مَعرِفة اتِّجاه الريح !
قَبلَ اكتِمال خِياطة الأَشْرِعة ..
نبحرُ مُسرِعينَ إلى كُلِّ مجَهول ..

حَتماً بَعضكُم الآن يتَساءلُ عَن تِلك الأعْراض...
والبعْضُ الآخر يُحصيها ..
لكن أتَعلمون ما أشدّها ضَرراً ؟
تِلك البَصْمة ..

تَعلَمون بالطّبع أَهميّة البَصمَة !  وكيفَ تَلعَبُ دَوراً مُهِماً في تَحديدِ هَويّة الشّخْص مِنّا
تُفيدُنا في مَعرفة الشّخص عَيْنه .. مَهْما جاهَد في تَغيير مَعالِم حَياته
مَهْما مرَّ عليهِ مِن شيب الزّمان ، وعَوامِل تَعريَة الأَحْزان
تَبْقى تِلك البَصمَة هوّيتَه ..
لكن هَل تَعلَمون أنّ قُلوبنا .. تعْشقُ التَّعلُقَ بِأولى بَصَماتِها ..
مَهْمَا مَرّ عّليْها مِن بَصَمات ومَهْمَا حَاوَلَتْ تلِكَ البَصَمات التّطَبُع 
يَظلُّ القَلب هَائِماً بتِلكَ البَصْمة الأولى .. يَحفَظُ تَضاريسِها

وأَنا يَبدو أَن الحَظّ لمْ يُحالِفني مَع بَصْمَتي الأولى ..
لمْ يُحالِفك الحَظّ قَلبي يَوماً .. لكن هَذه أكْبَرُ خَسائِرك
وأفجَعُ أَوْجاعك ..

فَلا رَجعة مِن تِلك البَصْمة ،
مَهْمَا كانَت سَيّئة ، مَهْما كانْت بَعيدة ،
فاحذروا البَصمة الأولى ..
فلَمْ أَحْذَرها أَنا أَبداً ! 
.. 
اعذُروني ، أَطَلتُكُم مَواعِظ وَحديث نَفس 
فاليَوم يُوافق .. 11/12/2013
تاريخ مُمَيّز أّليْسَ كَذلِك ؟!
يَومٌ  يَتَغنّى بِه الجَميعُ مِمّن حَولي ..

يَكتُبونَ فيهِ الأَماني ، وَيُدَوِّنونَ فيهِ أَهْدافاً جَديدة !

يرْسُمونَ أَنْفاقاً جَديدة ،  لِيجْتازوها بِصَمت
يَسْعونَ لِأحاديثَ مُميزة يَعيشوها مَع المُقرّبين
الكلُ يَنْتظِر مَن حَوله أَنْ يَبوحَ لهُ بِسرٍ مُعيَّن
أوْ حتَّى باعتْرافٍ صَغير ، لمِيزَة هَذا اليَوم ولِتَفرّده عَن غَيْره

 فَهذا التّاريخ لّنْ يَعودَ ثَانِية ..

صَديقاتي ، أَهْلي ، أُناسٌ أَعرِفهم و آخرين لَم أَتعَرّف عَليْهم يَوماً

الكلُّ يَطلبُ أَن يِكونَ اليَوم مُميّز مِثل هَذا التّاريخ ،
 أنْ يَكون جمَيلاً مِثله
وَلا أُخْفيكُم سِراً ..
فَأَنا أَيْضاً أتَرقَبُ ما يتَرقَبون .. أنتَظِرُ مِن هَذا اليَوم الكَثير
أنتَظِرُ أنْ يَحدُثَ فِيه شَيئاً خَارج قانون الرّوتين والكِتْمان

أنْ تُفْتَحَ فِيه نافِذَة للجُنون الغَيْر محدود!

لكنْ ..
 الجميعُ يَحتَفي ،
 الكلُّ يَبْتسِم ،
و الأَكثَريّة تُغَني ،،

ولا أُبالِغُ حينَما أُخبرِكُم بِأنّ جَميعَ مَن يُحيطونَ بي قَالوا :

رنالدا أَخبِرينا بـ شيْءِ مُميز ، أو سِراً يَجعلُ هذا اليومَ  أكثَرُ حَماسة  
لكنّي لا أُجيبهُم إلّا بالصَّمْت والابْتِسام البَارِد
لِماذا فَعلْتُ ذَلك ؟

 لِماذا أَنا فَارِغَة ؟
 لِماذا البُرود ؟
لا أَدْري حَقاً..

هَل لِأنّي أَتمنّاهُ مَعي ؟

 أَمْ لأَنّ لا طَعمَ لِحياتي سِوى البُرود بَعدَه ؟
هَل لأنّه لا أسْرارَ غيرَ أسْرارهِ أتمَنّى سَماعها اليَوم ؟كيْ أتَغنّى بِها خّجلاً ؟!

هَل لأنّي أشْتاقُهُ وَفَقَط؟! أمْ لأَنّي أشْتاقُ نَفْسي مَعَه ؟!

هَل لِصوتي الاخُتِفاء مَع اختفائُه ؟!!

 أمْ أنّهُ ذَهَبَ لِيبْحَثَ عنْه ..
أمْ لأنَّه هُوَ ذلك الذي لا يَشعُر بِنبَضاتِه سوى قًلبي.. ولا يَرى رَوعته سوى عيْناي؟
ذلكَ الذي لا يَستَوْطِنُ إِلّا عَالمي ..
ذلكَ الذي أنْهكَني بِوُعودِه بِأَنْ لَنْ يَختَفي..
لأسْتيْقِظَ عَلى أنّهُ لَيسَ سِوى بَصمَة قَلبيَ الأولى ..
تِلكَ البَصمة الّتي لَنْ تقوى إلّا على إيلامِه ..
تِلكَ الّتي لَسوْفَ يَعْجَزُ قَلبيَ عَن اسْتِبْدالها بِبَصماتٍ أُخْرى
قَد تَكون أَجْدَر بامتلاكِ قَلبي مِنْه
نَعَم ..
لَرُبما تِلكَ التَساؤُلات كُلها إِجابَة لِصَمتي 
لِهذا .. قَضَيتُ ساعات يَومي كُلها بِالنَّوم

مُتَمنِّيَةً لُقْيَاه حُلماً ..

فَيَكون هَذا اليَوم  مُميزاً بِه ، به هو فَقَطْ !



Popular Posts