قيلَ.. فعذراً

قيلَ " يَستَطيع الأطفال أن يُعلِّموا الكِبار ثَلاثَة أشْياء : السَّعادة بِلا سَبب ،الانْشِغال بِشيءٍ ما ‫، و مَعرِفة كَيف يَطلبون بِكُل قُوة ما يَرغبون فيه." وأنا جَرَتْ بيَ الأيام لتعويدي على الأولى ، وجاهَدْتُ نفسي لتُطَبِق الثانية ، لكني لم أستطِع يوماً التقلّد بالأخيرة . لم أستطِع البوحَ بما في خَبايا روحي مِن مَطالب بسيطة ، لم أستطِع إخراجَ تِلك الأصوات التي لطالما تَعالتْ بداخلي صراخا ً كي أنطق بها جهراً. لا أدري أكان خوفاً من أن أُردّ مكسورة الجناح ، أم أن كبريائي تفاقم عن الحد المطلوب ! ذلك الكبرياء الذي يكسر ما بداخلي ألف مرة ، يشد زمام راحتي ألفيّ مرة ومع ذلك لازلت متمسكة به. فآتني الكثير من ما لا يعوَّض ، فآتني دفءُ برد الشتاء بِقربِ  مَن كان الأجْدر بِهم القُرب مني. إلى أن أصبَحتُ لا أشْعر بانتمائي لِشيء ، لا أُصَدِّق أبسطَ شُعور يَأتني مِن الغَير. فالعُذْرُ ممَن أقابِلُهم بجَفاءِ شُعور..